شريط الأخبار
blogger-facebook[1169604167602112]-disqus[spark-template]

هل "ابني مشروعك الخاص" كذبة تسويقية؟ تفكيك الوهم بالمصادر

مقدمة: الحلم الذي أصبح إعلانًا

"ابني مشروعك الخاص"… جملة تُلقى علينا يوميًا عبر الإعلانات، الكورسات، المؤثرين، وحتى لوحات الشوارع. تُباع كحل سحري للحرية المالية، للخروج من عبودية الوظيفة، ولتحقيق الشغف. لكن، هل هي دعوة واقعية؟ أم كذبة تسويقية مدروسة تُستغل فيها الأحلام وتُستنزف فيها الجيوب؟

لماذا هذا الشعار مغرٍ جدًا؟

  • لأنه يخاطب الغضب الداخلي: كثيرون يشعرون بالإحباط من وظائفهم، وهذا الشعار يُقدَّم كطوق نجاة.
  • لأنه يزرع الأمل بسرعة: "اصنع نجاحك بنفسك" تُعطي انطباعًا بالقوة والتحكم.
  • لأنه يُسوَّق ببراعة: مشاهد الرفاهية، النجاح، الحرية، تخلق وهماً قويًا بالإمكانية.

الواقع الصادم: الأرقام لا تكذب

  • وفقًا لتقرير Failory، 90% من المشاريع الناشئة تفشل خلال أول 5 سنوات.
  • في المنطقة العربية، بحسب تقرير ومضة 2022، أكثر من 70% من الشركات الناشئة تغلق أبوابها خلال أول 3 سنوات.
  • غالبية الدورات التي تُروَّج لبناء مشروع خاص، تبيع "أملًا معلبًا"، وتُقدَّم من أشخاص لم ينجحوا في بناء مشاريع حقيقية.

من يربح فعلاً من شعار "ابنِ مشروعك"؟

الجواب الصريح؟ من يبيع لك هذا الحلم. الكورس بـ 300 دولار، الاستشارة بـ 100، وبرنامج "كيف تبدأ مشروعك في أسبوع" بـ 500 دولار! بينما أنت قد تكون في بداية الطريق، بلا موارد حقيقية، ولا فكرة واضحة، ولا حتى بيئة داعمة.

الطرف الرابح: هو صاحب المنصة. الطرف الخاسر غالبًا؟ المتابع المأخوذ بالحلم.

لكن… هل كل من بدأ مشروعًا فشل؟

لا. ليس كل شيء سلبيًا. هناك من نجح فعلًا، ولكن:

  • استثمر وقتًا طويلًا في التعلم الحقيقي.
  • بدأ صغيرًا وتدرج بذكاء.
  • فهم السوق جيدًا وقدم قيمة حقيقية.
  • كان لديه شبكة دعم قوية، سواء مالياً أو معرفياً أو نفسيًا.

الريادة ليست كذبة… لكن تسويقها بوصفها رحلة سهلة هو الكذبة.

علامات الكذب التسويقي في هذا المجال

  • عبارات مثل: "في 30 يومًا"، "من الصفر إلى مليون"، "مشروع بدون رأس مال".
  • عدم الحديث عن الفشل أو التحديات، فقط صور نجاح لامعة.
  • مبالغة في عرض قصص النجاح، وتجاهل الواقع المحلي والعقبات الفعلية.
  • ربط المشروع دائمًا بالحرية الشخصية والثراء الفوري.

البديل الواقعي: كيف تبني مشروعك دون وهم؟

  1. ابدأ بدوام جزئي: لا تترك وظيفتك فورًا، بل اختبر الفكرة تدريجيًا.
  2. افهم مشكلتك والسوق: لا تبدأ لأنك "طفشان"، بل لأن هناك حاجة فعلية يمكن أن تلبيها.
  3. تعلم من مصادر صادقة: مثل منصة Foundr أو بودكاست Y Combinator.
  4. كن مستعدًا للفشل: الفشل ليس النهاية، بل جزء من الرحلة.

خاتمة: لا تكن ضحية الحلم المسروق

"ابنِ مشروعك" ليست كذبة في ذاتها، لكنها تتحول لكذبة حين تُباع دون واقع، دون أدوات، ودون وعي. لا تدع أحدًا يختصر رحلتك في إعلان. لا تدفع ثمن حلم لم يُفصّل على مقاسك. بدل أن تسأل "كيف أبدأ مشروعي؟"، ابدأ بـ"لماذا أريد مشروعًا؟"… هنا تبدأ القصة الحقيقية.

author-img
MOHAMMAD ABU KASHREEF

تعليقات

      ليست هناك تعليقات
      إرسال تعليق

        نموذج الاتصال

        websitemonafizamazonandroidfindersafariapplebasecampbehancebloggerchromedeliciousdeviantartdiscorddribbbledropboxellomessengerfacebookfirefoxflickrgithubgoogle-drivegoogle-playIEinstagramjoomlakafilkhamsatkicklanyrdlastfmlinkedinlinuxedgeonedrivewindowsmostaqlnpmoperapatreonpaypalpinterestquoraredditrenrenrsssina-weiboskypesnapchatsoundcloudstack-overflowsteamstumbleupontelegramthreadstiktoktradenttrellotumblrtwitchtwittervimeovinevkwhatsappwordpressXxingyahooyoutube