ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي: تحديات وإنجازات لم تُروى
بين القيود الاجتماعية، والأعراف المتجذرة، والأنظمة البيروقراطية، تشق المرأة العربية طريقها في عالم الأعمال. ليس فقط لتبني شركة، بل لتكسر صمتًا طويلًا فُرض على طموحها.
المرأة العربية... من المستهلك إلى رائدة التغيير
حتى وقت قريب، كان يُنظر إلى المرأة العربية في الخطاب الاقتصادي كمستهلك لا كمنتِج. اليوم، تغير المشهد. نشهد صعود نساء يقُدن شركات ناشئة، يؤسسن علامات تجارية، ويدخلن مجالات كانت حكرًا على الرجال. إنها ثورة هادئة تحدث كل يوم من خلف الكواليس.
تحديات لا تزال تُطاردها
لكن، لا طريق مفروش بالورود أمام رائدة الأعمال في الوطن العربي. إليك أبرز العراقيل:
- القيود الاجتماعية: التوقعات النمطية بشأن دور المرأة في البيت.
- نقص التمويل: صعوبة الوصول إلى رؤوس الأموال والمستثمرين.
- غياب التمكين القانوني: قوانين تجارية ومالية لا تراعي احتياجات الرياديات.
- غياب الدعم النفسي: قلة النماذج النسائية الملهمة في محيطها.
- التمييز المؤسساتي: تحيّز ضمني في قطاعات التمويل والتكنولوجيا والتوظيف.
هذه التحديات لا تكسرها، بل تُشكلها. فكل عائق هو وقود لتثبت أنها تستطيع.
نماذج مشرقة: رائدات عربيات يُلهمن
نذكر بعض الأسماء التي حطّمن القوالب الجاهزة:
- رلى الدرويش (السعودية): مؤسسة منصة إلكترونية في مجال التعليم التقني للفتيات.
- هيفاء الجبوري (العراق): رائدة في مجال التصنيع الغذائي المحلي.
- أسماء البلوشي (عمان): مهندسة تحولت إلى صاحبة شركة ناشئة في قطاع الطاقة.
- ندى المصري (الأردن): أسست مبادرة لدعم النساء في المناطق الريفية عبر التجارة الإلكترونية.
هؤلاء النساء لم ينجحن فقط... بل ألهمن بيئة بأكملها أن تعيد النظر في الممكن والمستحيل.
الفرص القادمة: لماذا الآن هو الوقت المثالي؟
مع التحولات الرقمية والدعم الحكومي المتزايد في بعض الدول، هناك فرص واعدة أمام الرياديات:
- التحول الرقمي: التجارة الإلكترونية خففت القيود الجغرافية والثقافية.
- حاضنات ومسرعات الأعمال: دعم متزايد للمشروعات النسائية.
- اهتمام إعلامي متزايد: تسليط الضوء على قصص النجاح النسائي.
- برامج تمويل مخصصة للنساء: منظمات إقليمية وعالمية تدعم ريادة الأعمال النسائية.
منظور اقتصادي: ماذا يعني دعم النساء للمجتمع؟
الاستثمار في رائدات الأعمال ليس فقط خطوة نحو المساواة، بل أداة اقتصادية فعالة. تشير الدراسات إلى أن دعم المشاريع النسائية:
- يزيد من الناتج المحلي الإجمالي.
- يخلق فرص عمل مستدامة.
- يعزز التنمية المجتمعية خاصة في المناطق النائية.
حين تنهض المرأة، ينهض المجتمع كله معها.
التوصيات: كيف ندعم الريادة النسائية فعليًا؟
- تعديل التشريعات التجارية لدعم تملك النساء للمشاريع.
- تشجيع المستثمرين على تمويل شركات نسائية.
- إدخال مناهج تعليمية تعزز روح الريادة للفتيات منذ الصغر.
- خلق مساحات حاضنة للمرأة الريادية (شبكات، مجتمعات، فعاليات).
- كسر الصور النمطية إعلاميًا حول أدوار النساء.